سورة الرحمن - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرحمن)


        


{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {فيهن قاصرات الطرف} قال: قاصرات الطرف على أزواجهن لا يرين غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {فيهن قاصرات الطرف} قال: قصرن طرفهن عن الرجال فلا ينظرن إلاّ إلى أزواجهن.
وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {قاصرات الطرف} قال: لا ينظرن إلا إلى أزواجهن».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {لم يطمثهن} قال: لم يمسسهن.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير {لم يطمثهن} قال: لم يطأهن.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عكرمة {لم يطمثهن} قال: لم يجامعهن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال: لا تقل للمرأة طمثت فإنما الطمث الجماع.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله: {لم يطمثهن} قال: كذلك نساء الجنة لم يدن منهن غير أزواجهن قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
مشين إليّ لم يطمثن قبلي *** وهن أصبح من بيض النعام
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن أرطاة بن المنذر قال: تذاكرنا عند ضمرة بن حبيب: أيدخل الجن الجنة؟ قال: نعم، وتصديق ذلك في كتاب الله {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} للجن الجنيات وللإِنس الإِنسيات.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي في قوله: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} قال: هن من نساء أهل الدنيا خلقهن الله في الخلق الآخر كما قال: {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً} [ الواقعة: 35] لم يطمثهن حين عدن في الخلق الآخر {إنس قبلهم ولا جان}.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير عن مجاهد قال: إذا جامع الرجل أهله ولم يسمّ انطوى الجان على إحليله فجامع معه، فذلك قوله: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}.
وأخرج ابن مردويه عن عياض بن تميم «أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} قال: لم يصبهن شمس ولا دخان، لم يعذبن في البلايا، ولم يكلمن في الرزايا، ولم تغيرهن الأحزان ناعمات لا يبأسن، وخالدات فلا يمتن، ومقيمات فلا يظعنّ، لهن أخيار يعجز عن نعتهن الأوهام، والجنة أخضرها كالأصفر، وأصفرهما كالأخضر ليس فيها حجر ولا مدر ولا كدر ولا عود يابس أكلها دائم وظلها قائم».
أخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: ينظر إلى وجهها في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنه يكون عليها سبعون ثوباً ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: صفاء الياقوت في بياض المرجان.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن الضحاك {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: ألوانهن كالياقوت واللؤلؤ في صفائه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبدالله بن الحارث {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: كأنهن اللؤلؤ في الخيط.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: يرى مخ سوقهن من وراء الثياب كما يرى الخيط في الياقوتة.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السري والترمذي وابن أبي الدنيا في وصف الجنة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها، وذلك أن الله يقول {كأنهن الياقوت والمرجان} فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لرأيته من ورائه».
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السري وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن مسعود {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: على كل واحدة سبعون حلة من حرير يرى مخ ساقها من وراء الثياب، قال: أرأيت لو أن أحدكم أخذ سلكاً فأدخله في ياقوتة ألم يكن يرى السلك من وراء الياقوتة؟ قالوا: بلى، قال: فذلك هنّ، وكان إذا حدّث حديثاً نزع له آية من الكتاب.
وأخرج عبد بن حميد عن عبدالله بن الحارث القيسي قال: إنه يكون على زوجة الرجل من أهل الجنة سبعون حلة حمراء يرى مخ ساقها من خلفهن.
وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال: إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة لهي أرق من شفّكم هذا الذي تسمونه شفا، وإن مخ ساقها ليرى من وراء اللحم.
وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال: إن المرأة من أزواج المقربين لتكسى مائة حلة من استبرق وسقالة النور، وإن مخ ساقها ليرى من وراء ذلك كله، وإن المرأة من أزواج أصحاب اليمين لتكسى سبعين حلة من استبرق وسقالة النور، وإن مخ ذلك ليرى من وراء ذلك كله.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نساء أهل الجنة يرى مخ سوقهن من وراء اللحم».
وأخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
وأخرج هناد وابن جرير عن عمرو بن ميمون مثله.
قوله تعالى: {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان}.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وضعفه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في قوله: {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: «ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: «هل جزاء من أنعمت عليه بالإِسلام إلا أن أدخله الجنة».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبغوي في تفسيره والديلمي في مسند الفروس وابن النجار في تاريخه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} وقال: هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يقول: هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة».
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال رسول الله: «هل جزاء من أنعمت عليه ممن قال: لا إله إلا الله في الدنيا إلا الجنة في الآخرة».
أخرج عبد بن حميد عن عكرمة {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: هل جزاء من قال: لا إله إلا الله إلا الجنة؟.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله.
وأخرج ابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وضعفه والديلمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل الله عليّ هذه الآية مسجَّلة في سورة الرحمن للكافر والمسلم {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان}».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في المسلم والكافر {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان}.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن محمد بن الحنفية في قوله: {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: هي مسجلة للبر والفاجر، قال البيهقي: يعني مرسلة.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله: {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: إن لله عموداً أحمر رأسه ملويّ على قائمة من قوائم العرش، وأسفله تحت الأرض السابعة، على ظهر الحوت، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله تحرك الحوت تحرك العمود تحت العرش، فيقول الله للعرش: اسكن، فيقول: لا وعزتك لا أسكن حتى تغفر لقائلها ما أصاب قبلها من ذنب فيغفر الله له.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان} قال: عملوا خيراً فجزوا خيراً.
قوله تعالى: {ومن دونهما جنتان} الآيات.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله: {ومن دونهما جنتان} قال: هما دون تجريان.
وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مدهامتان} قال: خضروان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مدهامتان} قال: قد اسودتا من الخضرة التي من الريّ من الماء.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير عن عبدالله بن الزبير في قوله: {مدهامتان} قال: خضراوان من الريّ.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: {مدهامتان} قال: خضراوان».
وأخرج هناد وعبد بن حميد عن أبي أيوب الأنصاري في قوله: {مدهامتان} قال: هما جنتان خضراوان.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد عن عطاء بن أبي رباح في قوله: {مدهامتان} قال: هما جنتان خضراوان.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {مدهامتان} قال: خضراوان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: {مدهامتان} قال: خضراوان.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن عكرمة في قوله: {مدهامتان} قال: خضراوان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح {مدهامتان} قال: خضراوان من الريّ ناعمتان إذا اشتدت الخضرة ضربت إلى السواد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {مدهامتان} قال: مسودتان.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة {مدهامتان} قالا: سوداوان من الريّ.
وأخرج هناد عن الضحاك {مدهامتان} قال: سوداوان من الريّ.
وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن زيد أنه قرأ {مدهامتان} ثم ركع.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال: العينان اللتان تجريان خير من النضاختين، ولفظ عبد قال: ما النضاختان بأفضل من اللتين تجريان.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {نضاختان} قال: فائضتان.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {نضاختان} قال: تنضخان بالماء من شدة الريّ.
وأخرج هناد وابن جرير عن عكرمة في قوله: {نضاختان} قال: تنضخان بالماء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أنس في قوله: {عينان نضاختان} قال: بالمسك والعنبر تنفخان على دور الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير في قوله: {نضاختان} قال: تنضخان بألوان الفاكهة.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {نضاختان} قال: بالخير ولفظ ابن أبي شيبة بكل خير.
قوله تعالى: {فيهما فاكهة ونخل ورمان}.
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فيهما فاكهة ونخل ورمان} قال: هي ثمر {من كل فاكهة زوجان}.
وأخرج عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد: أفي الجنة فاكهة؟ قال: نعم فيها فاكهة ونخل ورمان، قالوا: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال: نعم وأضعافه، قالوا: أفيقضون الحوائج؟ قال: لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى».
وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وهناد بن السري وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس قال: نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر، وكرانيفها ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم، وثمرها أمثال القلال أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وليس لها عجم.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السري والبيهقي عن سلمان أنه أخذ عوداً صغيراً ثم قال: لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تبصره، قيل: فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب، وأعلاه الثمر.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نخل الجنة فقال: أصوله فضة وجذوعها ذهب وسعفه حلل وحمله الرطب أشد بياضاً من اللبن وألين من الزبد وأحلى من الشهد».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب».
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال: إن الثمرة من ثمر الجنة طولها اثنا عشر ذراعاً ليس لها عجم.
وأخرج الطبراني والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس أنه كان يأخذ الحبَّة من الرمان فيأكلها، فقيل له: لم تفعل هذا؟ قال: بلغني أنه ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من الجنة فلعلها هذه.
وأخرج ابن السني في الطب النبوي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رمانة من رمانكم هذه إلا وهي تلقح بحبة من رمان الجنة»
والله أعلم.


{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى {فيهن خيرات حسان} قال: النساء.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السري وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {حور مقصورات في الخيام} قال: مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يرون غيرهن.
وأخرج هناد عن الضحاك رضي الله عنه {حور مقصورات في الخيام} قال: محبوسات في خيام اللؤلؤ.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الأحوص قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتدرون ما {حور مقصورات في الخيام} در مجوف.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيام در مجوف.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما {حور مقصورات في الخيام} قال: خيام اللؤلؤ، والخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة أربعة فراسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب.
وأخرج عبد الرزاق وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون باباً من در.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي مجلز «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في قول الله: {حور مقصورات في الخيام} قال: در مجوف».
وأخرج مسدد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {مقصورات في الخيام} قال: الدر المجوف.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون، يطوف عليهم المؤمن».
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي صالح {فيهن خيرات حسان} قال: عذارى الجنة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {فيهن خيرات حسان} قال: خيرات الأخلاق حسان الوجوه.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الأوزاعي {فيهن خيرات حسان} قال: لسن بذيئات اللسان ولا يغرن ولا يؤذين.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال: لكل مسلم خيرة، ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب، يدخل عليها كل يوم من الله تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك، لا مراحات، ولا طماحات، ولا بخرات، ولا ذفرات، حور عين كأنهن بيض مكنون، وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الحور العين يتغنين في الجنة يقلن نحن الخيرات الحسان جئنا لأزواج كرام».
وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه «عن أم مسلمة قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله: {حور عين} قال: حور بيض عين ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر وفي لفظ لابن مردويه شفر الجفون بمنزلة جناح النسر، قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله: {كأنهن لؤلؤ مكنون} قال: صفاؤهم كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي، قلت: فأخبرني: عن قول الله: {كأنهن بيض مكنون} قال: رقتهن كرقة الجلدة التي في داخل البيضة مما يلي القشر. قلت: فأخبرني عن قول الله: {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي. قلت: فأخبرني عن قول الله: {فيهن خيرات حسان} قال: خيرات الأخلاق حسان الوجوه. قلت: فأخبرني عن قول الله: {عرباً أتراباً} [ الواقعة: 37] قال: هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عرباً متعشقات متحببات أتراباً قال على ميلاد واحد، قلت يا رسول الله: أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة، قلت يا رسول الله: ولم ذاك؟ قال: بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله ألبس الله وجوههن من النور وأجسادهن، الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفة الحلي مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبداً ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له، قلت يا رسول الله: المرأة تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها منهم؟ قال: إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً فتقول يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقاً في دار الدنيا فزوّجنيه، يا أم سلمة: ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة».
قوله تعالى: {حور مقصورات في الخيام}.
أخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أسري بي دخلت الجنة فأتيت على نهر يسمى البيذخ عليه خيام اللؤلؤ والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر، فنوديت: السلام عليك يا رسول الله، فقلت يا جبريل: ما هذا النداء؟ قال: هؤلاء المقصورات في الخيام استأذنّ ربهنّ في السلام عليك فأذن لهن، فطفقن يقلن: نحن الراضيات فلا نسخط أبداً، ونحن المقيمات، وفي لفظ الخالدات فلا نظعن أبداً، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {حور مقصورات في الخيام}».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {حور مقصورات} حور بيض {مقصورات} محبوسات {في الخيام} قال: في بيوت اللؤلؤ.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الحور سود الحدق.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {حور مقصورات في الخيام} قال: لا يخرجن من بيوتهن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه {حور مقصورات في الخيام} قال: محبوسات لسن بطوافات في الطرق والخيام والدر المجوف.
وأخرج هناد بن السري عن ثابت البناني قال: كنت عند أنس بن مالك فقدم عليه ابن له من غزاة يقال له أبو بكر، فسأله ثم قال: ألا أخبرك عن صاحبنا فلان؟ بينما نحن في غزاتنا إذ ثار، وهو يقول: واأهلاه واأهلاه، فنزلنا إليه وظننا أن عارضاً عرض له، فقلنا له: فقال: إني كنت أحدث نفسي أن لا أتزوج حتى أستشهد فيزوّجني الله من الحور العين، فلما طالت عليّ الشهادة حدثت نفسي في سرّي إنْ أنا رجعت تزوّجت فأتاني آت في منامي، فقال: أنت القائل إن أنا رجعت تزوّجت؟ قم فإن الله قد زوّجك العيناء، فانطلق بي إلى روضة خضراء معشبة فيها عشر جوار في يد كل واحدة صنعة تصنعها لم أر مثلهن في الحسن والجمال، قلت: فيكن العيناء؟ قلن: لا، نحن من خدمها وهي أمامك، فانطلقت فإذا بروضة أعشب من الأولى وأحسن، فيها عشرون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها ليس العشر إليهن في شيء من الحسن والجمال، قلت: فيكن العيناء؟ قلن: لا، نحن من خدمها، وهي أمامك، فمضيت، فإذا أنا بروضة أخرى أعشب من الأولى والثانية وأحسن، فيها أربعون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها ليس العشر والعشرون إليهن بشيء من الحسن والجمال، قلت: فيكن العيناء؟ قلن: لا، نحن من خدمها، وهي أمامك، فانطلقت فإذا أنا؟ بياقوتة مجوّفة فيها سرير عليه امرأة قد فضل جنبها عن السرير، فقلت: أنت العيناء؟ قالت: نعم مرحبا وذهبت لأضع يدي عليها، قالت: مه إن فيك شيئاً من الروح بعد، ولكن فطرك عندنا الليلة، فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى منادياً خيل الله اركبي، فجعلت أنظر إلى الرجل، وأنظر إلى الشمس ونحن نصافو العدوّ، واذكر حديثه، فما أدري أيهما بدر رأسه أو الشمس سقطت أولاً، فقال أنس رحمه الله: سكوت مفاجىء.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير عن عكرمة {حور مقصورات في الخيام} قال: در مجوف.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير عن مجاهد قال: الخيمة درة مجوّفة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتاً، في وسطها شجرة تنبت الحلل فيأتيها فيأخذ بأصبعه سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {حور مقصورات في الخيام} قال: في الحجال.
وأخرج هناد عن الشعبي {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} قال: منذ أنشئن.
وأخرج هناد عن حيان بن أبي جبلة قال: إن نساء أهل الدنيا إذا دخلن الجنة فضلن على الحور العين بأعمالهن في الدنيا.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} قال: فضول المحابس والفرش والبسط.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير عن الضحاك قال: الرفرف فضول المحابس والعبقري الزرابي وهي البسط.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {على رفرف خضر} قال: فضول الفرش {وعبقري حسان} قال: الديباج الغليظ.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله: {على رفرف خضر} قال: البسط {وعبقري حسان} قال: الطنافس.
وأخرج عبد بن حميد عن علي بن أبي طالب {متكئين على رفرف خضر} قال: فضول المحابس.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {رفرف خضر} قال: المحابس {وعبقري حسان} قال: الزرابي.
وأخرج ابن المنذر عن عاصم الحجدري {متكئين على رفرف} قال: وسائد.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال: الرفرف الرياض، والعبقري الزرابي.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش قال: كان زهير القرشي وكان نحوياً بصرياً يقرأ {رفارف خضر وعباقري حسان}.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {متكئين على رفارف خضر وعباقري حسان}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فذكر فضل ما بينهما ثم ذكر {ومن دونهما جنتان مدهامتان} قال: خضراوان {فيهما عينان نضاختان} وفي تلك تجريان {وفيهما فاكهة ونخل ورمان} وفي تلك من كل فاكهة زوجان {فيهن خيرات حسان} وفي تلك {قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} وفي تلك {متكئين على فرش بطائنها من استبرق} قال: الديباج والعبقري الزرابي.
قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإِكرام}.
أخرج البخاري في الأدب والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال: «سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: يا ذا الجلال والإِكرام، قال: قد استجيب لك فسل».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإِكرام يا حيّ يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى».
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً ثم قال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإِكرام».
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألظوا بياذا الجلال والإِكرام فإنهما اسمان من أسماء الله العظام».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألظوا بياذا الجلال والإِكرام».
وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن ربيعة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألظوا بياذا الجلال والإِكرام».
وأخرج الترمذي وابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألظوا بياذا الجلال والإِكرام».

1 | 2 | 3